القائمة الرئيسية

الصفحات

واحد من أكثر الشخصيات غموضًا وإثارة على مرّ العصور الجزء الاول.

واحد من أكثر الشخصيات غموضًا وإثارة على مرّ العصور الجزء الاول






تعالى بقى أحكيلك عن واحد من أكثر الشخصيات غموضًا وإثارة على مرّ العصور .. علامة في تاريخ البشر من زمان وحتّى هذه اللحظة .. بس بقولك من قبلها، الكلام عنّه كتير جدًا فهتحتاج تدوّر ورايا لو الموضوع شدّك ..
.
(إدوارد أليكساندر كراولي) إتولد في إنجلترا في ١٢ أكتوبر ١٨٧٥ لعيلة غنية، اتعلّم ودخل مدارس نضيفة وجامعة كامبريدچ نفسها وكان مُهتم بتسلّق الجبال والشعر وألّف فيه ومن صُغره رفض المسيحية وفضّل إنّه يتّبع مُعتقدات أُخرى تجمع ما بين الفلسفة والعلوم الطبيعية والشعر والأفكار المُنفصلة فيما يُسمّى بالـ Western Esotericism ودا موضوع كبير جدًا مش هندخل فيه .. لحد ١٨٩٨ لمّا إلتحق بصفوف عشيرة كانت سرّية ساعتها اسمها الفجر الذهبي .. عشان يتعلّم أصول السحر ..
.
بدأ يلّف العالم فاتسلّق جبال المكسيك وسافر الهند إتعلم لغتهم ومُمارستهم الدينية والشعائرية، سافر الصين واتعلّم متهم أسرارهم، سافر روسيا يتعلّم روسي (وإن يُقال إن دا عشان كان متجنّد تبع المُخابرات) في ١٩٠٤ قضّى شهر العسل بتاعه مع (روز إيديث كيللي) هنا فالقاهرة واللّي كانت نُقطة تحوّل في حياته هنحكي عنها بالتفصيل، المُهم إنه رجع من القاهرة عشان يُنشئ ديانة جديدة بُناءً عاللّي حصلّه فالقاهرة، مذهب اسمه Thelema أو ثيليما والعالم يعرف اسمه اللّي لسّه معروف بيه حتّى الآن بعد ما بقى لُغز شديد الغموض .. اسم أليستر كراولي .. !
.
كراولي فجر في حياته، سلك مسالك الجنس والخمور وتدنيس المُعتقدات والتقليل منها، إدمان المُخدّرات بكل أنواعها .. عشان كدة كسب كُره رجال الدين ليه، دا غير إنه كان Bisexual فكان بيأتي الرجال والنساء عادي، وإن كان بيميل للنساء شوية أكتر، كان بيقول إن الوسيلة الجنس مُجرّد حالة نفسية بيدوب فيها عشان يبقى أكثر صفاءً .. عشان كدة إتجوّز كتير جدًا، ومن بلاد كتير ..
.
كراولي قال عن نفسّه إنه بيعتنق الديانة المصرية القديمة اللّي كان شايف إنّها زيّها زي الديانة الإغريقية اللّي بتؤمن إن الإنسان دا مش هيحقّق الراحة التامّة ولا الصفاء المُطلق غير بإنّه يذوب في الآخرين .. يُقال إنّه كان بيعتمد أوراق بردي غامضة محدش عارف جابها منين، بس كان شايف إن قُدماء المصريين هم أعظم السحرة على مر العصور، وبالنسبة له الإله حورس هو الإله المُختار .. فكان دايمًا بيكتب اسمه وبيرسم صورته في كل مكان ..
.
طب إحنا قلنا إن البداية كانت هنا في مصر .. إيه اللّي حصل هنا في القاهرة .. ؟
.
في فبراير ١٩٠٤ أليستر كراولي جه هو وروز للقاهرة على أساس إنهم من عيلة مالكة، أجّروا مكان ليهم في وسط البلد وكراولي عمل جُزء منّه معبد صغير ليه، بدأ فيه يحضّر أرواح الآلهة المصرية القديمة وهو بيدرس الصوفية الإسلامية فالوقت اللّي روز بدأت تُعاني من هلوسات وتكرّر جُملة "هو مستنيك"، لحد ما عرفنا بعدها إن قصدها على الإله حورس ..
.
وجه يوم ٢٠ مارس لمّا قالتله إن دا وقت (إنقلاب الآلهة) وخدته على متحف قريب (مش معروف دا كان فين بالظبط بس يُعتقد إنّه كان المتحف المصري) ووّريته لوحة مصرية جنائزية قديمة بترجع للقرن السابع قبل الميلاد يُطلع عليها لوحة عنخ-إف-إن-خونسو، أهميّتها إن كراولي شاف فيها حكمة إن (قوّة الكون كلّها تحت جلدك، فمتدوّرش عليها بعيد) .. وشاف فيها رقم ٦٦٦ اللّي هو رقم الوحش أو المسيخ الدجّال في سِفر الرؤيا في الإنجيل .. وعليها اللوحة دي سُمّيت (لوحة الرؤيا) .. لحد اليوم الموعود ..
.
يوم ٨ أبريل، كراولي إدّعى إنّه سمع صوت في دماغه بيكلّمه بيُطلق على نفسه Aiwass أو حور-بر-كرات وعرّف نفسه لكراولي على إنّه رسول الإله حورس، وبدأ يمّليه كلام على مدار الـ ٣ أيام، كتبه كراولي كلّه وظهر للعيان كتاب Liber Legis أو Book of Law يعني كتاب القانون .. بُناءً على كلام إيواس والكتاب، إن البشرية داخلة على عهد جديد اللّي هو (عهد حورس) أو Aeon of Horus وإن كراولي هيكون هو النبي بتاعه, ودا كان أساس المُعتقد اللّي بدأ يدعوا ليه .. الثيليما .. اللّي كانت مبنية على شعار واحد (Do what thou wilt) اللي هو (أفعل ما شئت) .. بدون قيود ولا حدود ولا عقبات ..
.
ومع الوقت بدأت قوى كراولي تزيد ..
.
ودي مكنتش المرّة الوحيدة اللّي كراولي ييجي فيها مصر، جه كتير وقابل كتير من الشيوخ وأصحاب الطُرُق مسامين ومسيحييين، (أنيس منصور كان حكى الموضوع دا قبل كدة بردو)، فقيل أنه اجتمع بيهم ووّراهم بعض من قُدراته .. تحضير أرواح، وتحريك أشياء عن بُعد، وشفاء جروح وآلام المرضى .. وشاف إن كتير من الشيوخ دول عندهم حاجات زي دي بس مبيتكلموش عنها عشان ميتقالش عنهم دجّالين وسحرة ..
.
قال إنه قابل الشيخ عبدالفتاح المنياوي، من سكّان الأزهر، وكان ليه أوضة صغيرة فوق سطح ما عايش فيها، محدش من الجيران كان بيشوف حد يزوره، بس دايمًا الأوضة نضيفة والأكل جاهز .. كراولي سمع بيه وقابله والشيخ عبدالفتاح دعاه عالغدا فأوضته، وفالطريق قالّه "أعذرني مش هقدر أعزمك على لحم خنزير ولا خمر في غرفتي المتواضعة .. إلّا لو أصرّيت يعني" .. كراولي مردّش عليه لحد ما وصلوا الأوضة، وأول ما الشيخ عبدالفتاح حطّ المفتاح فالباب، كراولي قالّه فجأة "فالحقيقة هحب آكل لحم خنزير وشوية نبيذ فرنسي" ..
.
الشيخ عبدالفتاح ضحك وفتح الباب عشان كراولي يلاقي لحم الخنزير عالطرابيزة طالع منّه البخار لسّه وجنبه إزازة النبيذ الفرنسي .. !
.


تابع الجزء الثاني من القصة من هنا

تعليقات

التنقل السريع